الأكمل الأسعد ضياء المسلمين ، برهان المؤمنين ، قدوة الموحّدين ، فارس مضمار المناظرة مع المخالفين والمعاندين ، اُسوة العابدين نادرة العارفين والزاهدين أبو المحامد جمال الدين . ا هـ .
وقال الفاضل الخونساريّ في الروضات ص ٢٠ : الشيخ العالم العامل العارف الملّيّ وكاشف أسرار الفضائل بالفهم الجبلّيّ جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن شمس الدين محمّد بن فهد الأسديّ الحلّيّ الساكن بالحلّة السيفيّة والحائر الشريف حيّاً وميّتاً ، له من الاشتهار بالفضل والاتقان والذوق والعرفان والزهد والأخلاق والخوف والاشفاق وغير اُولئك من جميل السياق ما يكفينا مؤونة التعريف ويغنينا عن مرارة التوصيف ، وقد جمع بين المعقول والمنقول والفروع والاُصول والقشر واللّب واللّفظ والمعنى والظاهر والباطن والعلم والعمل بأحسن ما كان يجمع ويكمل . ا هـ .
ووصفه بنحو هذه الكلمة الفاضل المامقاني في تنقيح المقال ج ١ ص ٩٢ .
وأثنى عليه شيخنا النوريّ في المستدرك ج ٣ ص ٤٣٤ بقوله : صاحب المقامات العالية في العلم والعمل والخصال النفسانيّة التي لا توجد إلا في الأقلّ ، ثمَّ نقل عن الرجاليّ الخبير الشيخ عبد النبيّ الكاظميّ أنّه قال في تكملة الرجال : كان زاهداً مرتاضاً عابداً يميل إلى التصوّف (١) ، وقد ناظر في زمان ميرزا اسيند التركمان والى العراق من علماء المخالفين فأعجزهم فصار ذلك سبباً لتشيّع الوالي ، وزيّن الخطبة والسكّة بأسماء الأئمّة المعصومين عليهمالسلام ، ومن تصانيفه المشهورة كتاب المهذّب والموجز والتحرير و عدّة الداعي والتحصين ورسالة اللّمعة الحلّيّة في معرفة النيّة ، ويروى أنّه رأى في الطيف أمير المؤمنين صلوات الله عليه آخذاً بيد السيّد المرتضى رضي الله عنه يتماشيان في الروضة المطهّرة الغرويّة وثيابهما من الحرير الأخضر ، وتقدّم الشيخ أحمد بن محمّد وسلّم عليهما فأجاباه فقال السيّد له : أهلاً بناصرنا أهل البيت ، ثمَّ سأله السيّد عن أسماء تصانيفه
________________________
(١) وقد سمعت قبلا أن البحراني رماه أيضاً بذلك ، لكن أبو علي الرجالي نزه ساحته عن ذلك في كتاب منتهى المقال ص ٤٥ ، في ترجمة أحمد بن محمد بن نوح السيرافي حيث قال : غير خفي أن ضرر التصوف إنما هو فساد الاعتقاد من القول بالحلول أو الوحدة في الوجود أو الاتحاد أو فساد الاعمال كالاعمال المخالفة للشرع التي يرتكبها كثير من المتصوفة في مقام الرياضة أو العبادة ، وغير خفي على المطلعين على أحوال هؤلاء الاجلة أنهم منزهون عن كلا الفسادين قطعاً .