( كتاب النذر )
الذي هو لغة الوعد بشرط أو مطلقا بخير أو بشر ، وعن ابن فارس أن أصل النذر يدل على التخويف وأنه إنما سمي به لما فيه من الإيجاب والتخويف من الأخلاف.
وشرعا بالمعنى الذي سمعته مكررا في غيره الالتزام بالفعل أو الترك على وجه مخصوص ، وإليه يرجع ما عن المهذب والدروس وغيرهما من أنه التزام الكامل المسلم المختار غير المحجور عليه بفعل أو ترك بقول : « لله تعالى » ناويا القربة.
والأصل في مشرعيته بعد الإجماع والسنة المتواترة التي سيمر عليك شطر منها قوله تعالى (١) ( وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) و ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ) (٢).
( و ) كيف كان فـ ( النظر في الناذر والصيغة ومتعلق النذر ولواحقه ) فهي أمور أربعة.
( أما الناذر فهو البالغ العاقل المسلم ، فلا يصح من الصبي ) وإن ميز وبلغ عشرا وكان المنذور ما يصح منه من الوصية بالمعروف وإن قلنا بشرعية عبادته إلا أنه قد عرفت سلب عباراته التي منها العبادة القولية المترتب عليها أحكام شرعية حتى صارت من هذه الجهة كالايقاع والعقد اللذين لا إشكال في عدم صحتهما منه ، للأصل وحديث الرفع (٣) والإجماع بقسميه عليه ، مضافا إلى معلومية عدم
_________________
(١) سورة الحج : ٢٢ ـ الآية ٢٩.
(٢) سورة الإنسان : ٧٦ ـ الآية ٧.
(٣) الوسائل الباب ـ ٥٦ ـ من أبواب جهاد النفس من كتاب الجهاد.