المقدمة
إنّ دراسة رواية أبي مخنف ربّما تثير في ذهن الفرد إشكالات تتناسب وميوله الفكرية وثقافته التاريخية. وهو إمّا أن يتعاطىٰ معها ، أو يحاول الوصول إلى جوابٍ مقنعٍ وموثّق. ويختصّ هذا القسم ببيان الإشكالات والردود. وهذه الإشكالات لا يمكن أن يقال بأنّها من خلجات النفس ، بل هي في الحقيقة إثارات طرحها بعض الكتّاب السنّة (١) فيما يتعلق بروايات أبي مخنف (٢). إننا ومن أجل أن نمنح البحث بُعداً ملموساً ونقوم بدحض شبهات المؤلف ، والتي تجانب الحقيقة ، نذكر النصّ الأصليّ للإشكال ، ثم نحاول الردّ عليه ، متوخِّين الإنصاف.
__________________
(١) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري ، تأليف يحيىٰ بن إبراهيم بن علي اليحيى ، وبإشراف الدكتور أكرم ضياء العمري ، وقد طبع من قبل دار العاصمة في الرياض سنة ١٤١٠ ه.
(٢) يظهر أنّ الإشكالات التي طرحها المؤلف المذكور لم تكن تمثّل شخصاً ، وإنّما هي إشكالات تعبّر عن رؤىٰ مجموعةٍ من أهل السنّة تحاول زعزعة آراء الشعية. وبما أن هذه الآراء تتطابق وما نقله أبو مخنف فقد وجّهت الإشكالات إليه.