وجاء في روايةٍ : أنّ المغيرة بن شعبة كان هو المحرّك لأبي بكر وعمر للذهاب إلى السقيفة (١).
بين هذا وذاك كان هناك جمعٌ يعملون بشكل دؤوبٍ علىٰ مرأىً ومسمعٍ من الجميع ، وهم أبوبكر وعمر وأبو عبيدة ، فقد حاولوا بشتّىٰ السبل إقصاء عليٍّ عليهالسلام والقفز إلى السلطة ، وهناك شواهد كثيرة تدعم ما ذكر ، نشير إلى بعضها :
١ ـ يقول عمر في خطبةٍ له حول السقيفة : واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ثم يقول : فقلت له : يا أبا بكر ؛ انطلق بنا إلىٰ إخواننا من الأنصار (٢).
إنّ الوقوف عند هذه العبارات يرسم ملامح تحرّك هؤلاء ، فاتفاق المهاجرين على أبي بكر إن لم يكن مجرد دعوى لاحتاج إلى حوارات ومداولات تستغرق وقتاً طويلاً ، ولم يكن من الممكن أن تجتمع كلمة المهاجرين كافةً على أبي بكر عقيب وفاة الرسول مباشرة ، إذ لم تكن هناك اجتماعات عقدت قبل السقيفة ليعترف من خلالها على رأي جميع المهاجرين. إذن لابد أن يكون هؤلاء قد
__________________
(١) السقيفة وفدك : ٦٨.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٥٥.