والجواب علىٰ هذا السؤال يِّبَدد الكثير من التصورات ، ويضعنا على مسار الواقع الاجتماعي والسياسي للمسلمين في تلك الفترة.
ونحن نجيب علىٰ السؤال ، ونتناول قضايا سياسية اجتماعية مهمة ترتبط بذلك الوقت :
إنّ عدد المسلمين وإن بلغ ذروته في أواخر عهد الرسالة ولكنّ الأغلب كانوا من المسلمين الجدد ، وليس معناه أنّ المسلمين الذين يتحلَّون بعقيدةٍ قويةٍ وراسخةٍ كانوا قليلين ، نعم لم يكونوا شيئاً يذكر بالقياس إلى الجموع الكبيرة من المسلمين. ولم يترسّخ الإسلام بعدُ في نفوس المسلمين الجدد (١) ، فقد أسلم البعض منهم وهو يرىٰ في الإسلام طريقاً لتحقيق مآربه ، فيما اضطرّ البعض الآخر حينما شعر بأنه لم يعد سوىٰ أقلّية ، ولم يتمكن فريق ثالث من مواجهة الإسلام بعد أن خارت قواه في حروبه ضدّ الإسلام فاختار منهجاً آخر ، ومن هؤلاء أبو سفيان وأتباعه طلقاء فتح مكة.
إنّ إبلاغ هذا الأمر العظيم وسط هذه المكونات لا يخلو من تعقيداتٍ كما هو واضح.
__________________
(١) وذلك للروايات التي تقول : ارتد الناس بعد وفاة النبي ، كالرواية التي ينقلها ابن إسحاق « ارتد العرب ». السيرة النبوية لابن هشام ٤ : ٣١٦.