أن نتعرض للحديث عنها إجمالاً (١). ولكن قبل أن نشير إلى ما كتب قبل الطبري ينبغي أن نتناول كتاب تاريخ الطبري ؛ وذلك لما يمثّل من محوريةٍ في هذا البحث.
إنّ هذا الكتاب الذي يحمل اسم ( تأريخ الاُمم والملوك ) أو ( تاريخ الرسل والملوك ) هو من تأليف أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، ( المولود سنة ٢٢٤ ه ) في آمل من طبرستان ( مازندران ) ، وطاف البلدان طلباً لمختلف العلوم ، ليستقر به المقام في بغداد ، وتوفّي هناك سنة ( ٣١٠ ه ) (٢).
لقد كان من أعاظم علماء العصر في الفقه والتفسير والتأريخ ، لا سيّما وأنّ كتابيه في التفسير والتأريخ كانا موضع اهتمامٍ بالغٍ من قبل علماء الفنّ.
ينقل الطبري في تأريخه الكثير من الروايات عمّن سبقه من
__________________
(١) بما أنّ التفصيل لا يناسب هذا الكتاب ، من هنا يمكن للقارئ مراجعة كتب الفهرست لابن النديم ، والفهرست للشيخ الطوسي ، والذريعة لأغا بزرك الطهراني ، وتاريخ التراث لفؤاد سزكين ، وقاموس الرجال للتستري ، منابع تاريخ اسلام ( مصادر تاريخ الاسلام ) بالفارسية لرسول جعفريان.
(٢) مقدمة تأريخ الطبري لأبي الفضل إبراهيم ١ : ١٠.