لرؤاه. ومن هنا فهو لم يتعرض إلى روايةٍ واحدةٍ ترتبط بغدير خم.
إنّ الرواة الذين ينقل عنهم الطبري ليسوا بدرجةٍ واحدةٍ من الوثاقة والاعتبار ، شأنه في ذلك شأن غيره من المؤرّخين ، كابن إسحاق وأبي مخنف والمدائني والزهري والواقدي ، فلكلٍّ طريقته الخاصة واتجاهه في نقل أخبار التأريخ ، ومن هنا نجده يروي عن أشخاص من قبيل سيف بن عمر الوضّاع الكذّاب (١).
إنّ الطبري وإن كان من أهل السنّة ولكن يحتمل وجود نزعة شيعيةٍ لديه في أواخر أيام حياته.
١ ـ السيرة النبوية لابن هشام :
وهو في الأصل لابن إسحاق. ويعدّ من الكتب الأساسية ، فلم يسبقه كتاب في مجال السيرة كما عليه من الشمول. وقد لخّصه عبدالملك بن هشام ( المتوفّى سنة ٢١٣ أو ٢١٨ ه ) ، كما قام بحذف أقسام ادّعىٰ عدم وجود علاقةٍ لها (٢) ، وأضاف بعض القضايا الاُخرىٰ
__________________
(١) كتاب عبدالله بن سبأ ، تأليف العلامة العسكري ، وقد تعرّض لنقد روايات سيف بن عمر.
(٢) السيرة النبوية
، ابن هشام ١ : ٤ ( وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق ممّا ليس