الناحية الفكرية.
وستُحاك المؤمرات لتربك المجتمع الإسلامي ، وتثير الهرج ، وعندها سيتعرض أساس الإسلام والقرآن إلى الخطر. من هنا سيكون من المناسب أن يشعر النبي صلىاللهعليهوآله بالقلق والخوف. ولم يكن وجود المنافقين إلى آخر لحظة من حياة النبي صلىاللهعليهوآله أمراً يقبل الإنكار.
وهو ما يؤكده عمر أيضاً ، فهو الذي أنكر النبي صلىاللهعليهوآله بعد التحاقة بالرفيق الأعلى ، كان يقول : إنّ رجالاً من المنافقين يزعمون أنّ رسول الله توفّي (١).
كما تذكر بعض النصوص التأريخية : أنّ الذين كانوا يعترضون على إمارة اُسامة لصغره كانوا من المنافقين (٢).
لقد كانت هذه الجماعة تنصب العداء للنبي صلىاللهعليهوآله في حياته ، ولكنّ العجيب أنّها اختفت بعد وفاته خلال فترة الخلفاء الثلاثة ، ولم تعد تكوّن خطراً للحاكمين ، فهل تخلّت عن أفكاها وآمنت بالإسلام ، أو أنّ هناك مصالحةً حصلت ، أو أنّ الذين تقلّدوا الاُمور لم تكن لديهم مشكلة معها ؟
لقد كانت بطولات عليٍّ في الحروب ومن قتلهم في المعارك
__________________
(١) أنساب الاشراف ٢ : ٧٤٢.
(٢) تاريخ الطبري ٣ : ١٨٤ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٥.