بكر وعمر في كلمة معروفة : بَخٍّ بَخٍّ لك يابن أبي طالب (١).
ولم يقرَّ لاُولئك الذين يقفون على الندّ من عليٍّ عليهالسلام ويحلمون بالخلافة قرار رغم أنهم تظاهروا بالرضاء ، ولكنّهم أبطنوا الخلاف ، فأخذوا يخطِّطون ويعملون لإقصاء علىٍّ عليهالسلام ، والأخذ بزمام الاُمور. وهناك شواهد كثيرة تدلّ على ذلك ، نشير إلى بعضها :
لقد أكّد النبي مراراً وتكراراً على خلافة عليٍّ عليهالسلام وفضائله بعد واقعة الغدير ، وهكذا الوصية بأهل بيته ، كما حذّر الناس من الأخطار المحدقة بعده ؛ لئلا يكون لأحدٍ حجة ، وخير شاهد على ذلك : الحديث الذي نقلته جُلّ كتب الفريقين التاريخية والروائية ، فقد قال النبي صلىاللهعليهوآله في آخر أيام حياته : « أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم » (٢). وتشهد أغلب الروايات أنّ كلمة النبي هذه جاءت في لياليه الأخيرة حينما ذهب إلى البقيع ، مستغفراً لأهلها ، فماذا كان يحدث داخل كيان المجتمع الإسلامي ؟ وماذا كان يحصل ليجعل النبي صلىاللهعليهوآله يُطلق كلمته
__________________
(١) الغدير ١ : ١١ ، التفسير الكبير ١ : ٤٠١ ، وفيه : « هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمنٍ ومؤمنة ».
(٢) الطبقات الكبرىٰ ١ : ٢٠٤ ، أنساب الأشراف ٢ : ٧١٦ ، تاريخ الطبري ٣ : ١٩٨ ، الإرشاد ١ : ١٨١ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٦.