« ما ذكره من قول الأوس : لئن وليتها الخزرج عليكم مرةً لا زالت لهم ... إلىٰ آخره فكأنّه يريد بهذا أن يبيّن أنّ الأوس ما بايعوا أبا بكر إلاّ تخلّصاً من ولاية الخزرج عليهم ، لا اقتناعاً منهم بفضل أبي بكر وسابقته رضياللهعنه ، وهو بهذا يعيد إلى الأذهان تركيبة المجتمع قبل الإسلام ، وأنّ تربية الرسول صلىاللهعليهوآله لهم وما ورد عنهم من بذلهم الأنفس والأموال في سبيل الله كانت وقتيةً وقد زالت ولا أثر لها ! وهذا من أعظم الفرية والانتقاص لرسول الله صلىاللهعليهوآله ولصحابته الكرام الذين فدوا دينهم بأنفسهم وأموالهم وأهليهم.
وقد اتضح من الروايات الصحيحة بيان حال المجتمع الذي ربّاه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأنّهم ما أن سمعوا حكم الله حتى انقادوا له أجمعين ، ولم يكن مع أبي بكر جيش ولا حرس يخيفهم به ، فهو فرد أمام مجموعةٍ كبيرةٍ » (١).
الردّ :
أوّلاً : ليس هناك من ينكر جهود النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله الصادقة لتربية البشر وما قام به من عمل للقضاء علىٰ المخاصمات القبلية التي
__________________
(١) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري : ١٢٤ و ١٢٥.