ولم يتركه علماء الرجال السنّة إلاّ لتشيّعه ، ولم يذكروا ضعفاً آخر على الظاهر.
يقول ابن حبّان عنه : وكان غالياً في التشيّع (١).
ويقول الذهبي : وتركوه كأبيه ، وكانا رافضيَّين (٢).
ويقول ياقوت الحموي فيه : الاخباري ، النسّابة ، العلاّمة ، كان عالماً بالنسب وأخبار العرب وأيامها ووقائعها ومثالبها ... (٣).
إنّ هذه العبارات توضّح عظمته ، فلا وجد لتركه ولابدّ من الاعتماد عليه.
ج ـ إنّ ما ادّعىٰ من أنّ عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي عميرة لا يمكن أن يكون شاهداً على الحادثة ، لأنّه لم يدرك تلك البرهة الزمنية أمرٌ صحيح جداً. فالرواية مقطوعة إذن ، ولكنّ ذلك لا يحدث أي إشكال : لأننا سنجيب عن هذا الإشكال نقضاً وحلاًّ :
أوّلاً : أنّ العلماء في مجال الوقائع التاريخية لا يعتنون بسند الروايات ، وهذا لا يعني قبول كلّ ما نقل أو سمع ، فإذا كان هناك
__________________
(١) كتاب المجروحين ٣ : ٩١.
(٢) ديوان الضعفاء والمتروكين ٢ : ٤١٩.
(٣) معجم الاُدباء ٢ : ٢٧٧٩.