« انفرد أبو مخنف بهذه الرواية ، وهي معلولة بغيره أيضاً ، ففي سندها ابن الكلبي الذي لا يقلّ مرتبةً عن أبي مخنف ، والرواية أيضاً منقطعة ، فراوي الحادثة عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي عميرة ، لم يدرك ذلك الزمن ، فلم يكن شاهد عيان » (١).
الردّ :
إنّ هذا الإشكال يتناول عدة اُمور نجيب عنها بالتفصيل :
أ ـ لقد أدعىٰ أنّ هذه الرواية لم ترد إلاّ عن طريق أبي مخنف.
ولكنّها دعوىٰ غير صحيحة تكشف عن عدم تتبّع المستشكل ؛ لأنّ مضمون رواية أبي مخنف بل نصها ـ مع اختلافٍ يسيرٍ ـ قد نقل من طرقٍ اُخرىٰ ، وهي :
١ ـ ما يذكره الدينوري في « الإمامة والسياسة » : وحدثنا ( أي العرياني ) قال : حدثنا ابن عفير ، عن أبي عون ، عن عبدالله بن عبدالرحمان الأنصاري رضياللهعنه ... (٢).
٢ ـ ما نقله الجوهري : أخبرني أحمد بن إسحاق ، قال : حدّثنا
__________________
(١) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري : ١١١.
(٢) الإمامة والسياسة ١ : ٢١.