« باينت رواية أبي مخنف الروايات الاُخرى بذكرها لخطبة سعد بن عبادة رضياللهعنه في بداية السقيفة ، وما ذكر من أحقية الأنصار بهذا الأمر » (١).
الردّ :
أوّلاً : لقد روي نص خطبة سعد بن عبادة بطرقٍ ثلاثة ، وهي : طريق الجوهري والدينوري وابن الأثير.
وإذا كان أبو مخنف قد انفرد في نقل تلك الخطبة على سبيل الفرض ولم يتعرض لها الآخرون ، فلا يعتبر ذلك دليلاً على نفيها.
ثانياً : أنّ ما رواه أهل السنّة حول السقيفة موجز ومنقول بالمعنىٰ عادة ، سوىٰ الرواية التي تتعرّض إلى خطبة عمر فيما يرتبط بتلك الحادثة ، وهي تمتاز بأهميةٍ وخصوصية ؛ وذلك لأنّه شاهد عيانٍ ومن مرشّحي الخلافة في السقيفة ، وقد نقلها الكثير من الكتب التاريخية والحديثية المعتبرة (٢) ، فهي وثيقة على درجةٍ عاليةٍ من الأهمية في
__________________
(١) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري : ١٢٢.
(٢) تاريخ الطبري ٣
: ٢٠٣ ـ ٢٠٦ ، السيرة النبوية ٤ : ٣٠٩ ، الكامل في التاريخ