هذا المجال.
وخطبته وإن اختلفت في الجملة مع رواية أبي مخنف ، ولكنّها تتفق معها في القالب العام والمضمون. وهو ما سنتعرض له بالتفصيل لاحقاً.
إن عمر وإن لم يتعرض في خطبته لسعد بن عبادة ، ولكنّ الأرجح أنّ خطبة سعد بن عبادة الموجزة قد انتهت قبل إحاطة أبي بكر وعمر بالخبر ، والوصول الىٰ السقيفة ، فلم يوفّق عمر لسماع تلك الخطبة ليقوم بنقلها.
وأمّا أنّ الأنصار يرون أنفسهم الأولىٰ بالخلافة في الحادثة المذكورة كما رواه أبو مخنف على لسان سعد بن عبادة فهو أمر لا يداخله الشك ؛ لأنّه يبدو جلياً في كلام خطباء الأنصار في السقيفة ، ويؤكده عمر في الحديث عن الواقعة : فلمّا جلسنا قام خطيبهم فأثنىٰ علىٰ الله عزّ وجلّ بما هو أهله ، وقال : أمّا بعد ، فنحن أنصار الله عزّ وجلّ وكتيبة الإسلام ، وأنتم معشر المهاجرين رهط منّا ... (١).
ورغم أنّ عمر لم يشر إلى الخطيب ، ولكنّه الحبّاب بن المنذر
__________________
٢ : ١١ ، أنساب الأشراف ٢ : ٧٦٦ ـ ٧٦٧ ، المنتظم ٤ : ٦٤ ، صحيح البخاري ٤ : ٣٤٥ ح ٦٨٣٠ ، مسند أحمد بن حنبل ١ : ٤٩٩ ح ٣٩١.
(١) خطبة عمر حول السقيفة.