المقدمة
لقد كان للرؤىٰ العقيدية فيما يرتبط بالسقيفة دور في الإحجام عن نقل هذه الواقعة بصورةٍ كاملةٍ عادةً من قبل المحدّثين ، ولم يَحُلْ هذا دون وجود أشخاصٍ ـ ولحسن الحظّ ـ عملوا على عرضها بصورةٍ تفصيلية ، ليكون ما رووه من أهم مصادر تلك الحادثة وأكثرها اعتباراً ، فمن ذلك : رواية أبي مخنف (١) ، ورواية الجوهري (٢) ، ورواية الخليفة الثاني (٣) ، ورواية الدينوري (٤) ، ورواية ابن الأثير (٥).
وقد كانت رواية أبي مخنف ـ والتي حظيت بالاهتمام وامتازت بالاستحكام والاعتبار ـ محور بحث السقيفة في هذا الكتاب ، ويختص القسم الثاني ببيان النصّ الكامل لها.
__________________
(١) تأريخ الطبري ٣ : ٢١٨.
(٢) السقيفة وفدك : ٥٤ ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ : ٥.
(٣) صحيح البخاري ٤ : ٣٤٥ حديث ٦٨٣٠.
(٤) الإمامة والسياسة ١ : ٢١.
(٥) الكامل في التأريخ ٢ : ١٢.