وعمر قد تناولها الكثير من الكتب الروائية والتاريخية ، وسيأتي تفصيل ذلك في ردّ الإشكال الثالث عشر.
الإشكال الثالث عشر : إنكار امتناع سعد بن عبادة عن بيعة أبي بكر :
« إن القارئ والمطلع على الروايات التي ساقها المحدثون المؤرخون ، يعلم أنه لم يبق أحد من المهاجرين والأنصار ، لم يبايع أبا بكر الصديق ، وأن سعد بن عبادة قد بايع في السقيفة. إلاَّ أن رواية أبي مخنف خالفت غيرها بما أوردته من رسالة أبي بكر الى سعد ( رضي الله عنهما ) بشأن البيعة ، ورفض سعد بن عبادة ذلك ، وتهديدهم ، وفي الاخير عدم الاعتراف بخلافة أبي بكر ، وترك الصلاة خلفه والحج معه. فواعجبا وهل مبايعة سعد أو مخالفته ، تؤثر في ولاية أبي بكر الذي أجمعت الأمة على تقديمه واتباعه !
وهل كان شغل أبي بكر مبايعة سعد ، حتىٰ يلاحقه ويشدد عليه ! ومع ذلك كله فإن مخالفة سعد رضياللهعنه لم ترد من طريق صحيح ، بل الذي ورد خلاف ذلك وهو مبايعته كما مضى بيانه » (١).
الردّ :
إنّ الدعوىٰ الاُولىٰ للمستشكل تقول : إنّه لم يبقَ أحد من
__________________
(١) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري : ١٢٥ ـ ١٢٦.