المهاجرين والأنصار لم يبايع أبا بكر.
ولكنّنا نقول : يتّضح من الروايات التي نقلها المحدِّثون والمؤرِّخون حول السقيفة أنّ هناك عدداً كبيراً من صحابة الرسول سواء من المهاجرين أم الأنصار امتنعوا عن بيعة أبي بكر بعد حادثة السقيفة ، وهنا نشير إلى بعض النماذج :
١ ـ يقول عمر في خطبته المعروفة حول السقيفة : « وخالف عنّا علي عليهالسلام والزبير ومن معهما » ، فعليّ وجميع بني هاشم والزبير وآخرون خالفوا أبا بكر وعمر.
٢ ـ ويقول اليعقوبي : وتخلّف عن بيعة أبي بكر قومٌ من المهاجرين والأنصار ومالوا مع عليّ بن أبي طالب ، منهم : العباس بن عبدالمطّلب والفضل بن العباس والزبير بن العوامّ بن العاص وخالد بن سعيد والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي وأبو ذرّ الغفاري وعمّار بن ياسر والبَرّاء بن عازب واُبيّ بن كعب (١).
٣ ـ ويصرّح المسعودي أيضاً بأنّ أحداً من بني هاشم لم يبايع حتىٰ ماتت فاطمة عليهاالسلام (٢) ، وهو ما ينقله ابن الأثير أيضاً (٣).
إنّ ما ذكرناه كان على سبيل المثال ، وهناك الكثير ممّن خالفوا
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١٢٤.
(٢) مروج الذهب ٢ : ٣٠١.
(٣) الكامل في التاريخ ٢ : ١٤.