« ما أورده من قول أبي بكر للأنصار : « وفيكم جلّة أزواجه » أي النبي صلىاللهعليهوآله فهذا لا يصحّ من أبي بكر ، إذ أنّ عامة أزواجه ـ عليه الصلاة والسلام ـ من قريش ، بل إنّه لم يثبت بسندٍ صحيحٍ زواجه من الأنصار قطّ » (١).
الردّ :
أولاً : لاشك أنّ معظم زوجات النبي صلىاللهعليهوآله كُنّ من قريشٍ وليس من الأنصار.
وأمّا معنىٰ الجملة المذكورة فلا ينسجم وما فهمه المستشكل ، وهو أمرٌ يثير الدهشة والاستغراب ، لاسيما وأنّه عربيّ إذ أنّ نصّ هذه الجملة : « وجعل إليكم هجرته وفيكم جلّة أزواجه وأصحابه » فإذا قرأنا كلمة « جلّة » بضمّ الجيم فمعنى الجملة : وجعل إليكم هجرته وبينكم وفي مجتمعكم ( المدينة ) معظم نساء رسول الله وأصحابه.
وإذا قرأت بكسر الجيم ، فمعنى الجملة : وجعل إليكم هجرته وبينكم وفي مجتمعكم ( المدينة ) معظم نسائه وأصحابه الأجلاّء » ، فلا
__________________
(١) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري : ١٢٤.