إنّما له من الأخبار المكروهة الذي لا أستحب ذكره (١).
فمعيار ضعف أبي مخنف في الحقيقة محتوى أخباره التي لا تنسجم ورؤىٰ الجماعة.
وهذا يعني أنّ دعوىٰ التدقيق في سند الأخبار التاريخية لا حقيقة لها ، وليست بالأمر الممكن ، وهي دعوىٰ لا يراد منها سوىٰ تهميش المخالفين ، بينما يعتمدون محتوىٰ الأخبار لإثبات آرائهم وعقائدهم حينما يرتبط الأمر بهم.
إنّ من المحتمل سقوط كلمة « عَنْ » من سلسلة السند ، فربّما كان السند بالشكل التالي : عبدالله بن عبدالرحمن ، [ عن أبيه ] ، عن أبي عمرة الأنصاري. وهو احتمال وجيه وله ما يشابهه في الأسانيد. هذا مضافاً إلى وجود شواهد تدعمه ، فهذا ابن الأثير يقول دون أن يشير إلى سلسلة السند : قال : أبو عمرة الأنصاري (٢) ، وهو ما يكشف عن وجود نسخةٍ لديه تدلّ علىٰ أنّ الراوي إنّما هو أبو عمرة الأنصاري ، وليس عبدالله بن عبدالرحمن.
وإذا لم يكن هذا الاحتمال صحيحاً فمن الواضح أنّ عبدالله بن
__________________
(١) الكامل في ضعفاء الرجال : ٢٤١.
(٢) الكامل في التاريخ ١٢ : ٢.