إنّ إحدىٰ العقبات الكبرىٰ التي كانت تعترض طريق النبي صلىاللهعليهوآله مدة دعوته : وجود المنافقين في وسط المسلمين ، وكانت هذه المجموعة التي تتظاهر بالإسلام وتبطن الكفر تتحيَّن الفرص لتوجيه ضربةٍ للإسلام ، كما كانت سبباً لظلال الآخرين ، وقد تطرق إليها القرآن في سورةٍ عديدة : كالبقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والانفال ، والتوبة ، والعنكبوت ، والاحزاب ، والفتح ، والحديد ، والحشر ، والمنافقون ، وتناولتهم السور بأشد العبارات ، وقد تكررت كلمة النفاق ومشتقاتها (٣٧) مرة في القرآن.
لقد اعتزل هؤلاء المعركة في اُحد ، وكانوا يشكّلون ثلث المسلمين فيها بقيادة عبدالله بن اُبيّ ، ممّا أدّىٰ الى الفرقة في جيش المسلمين ، فنزلت فيهم سورة المنافقين (١).
ومن المناسب الإشارة إلى أنّ هؤلاء كانوا ثلث المسلمين في وقتٍ لم يدخل الكثير في الإسلام ، ولم يصبح الدين قوياً ، كما لم تكن هناك رغبة في إخفاء العقيدة. فإذا كان الأمر هكذا فكم سيكون عددهم حين يشتد عود الدين ويأخذ بالانتشار ؟
وكان النبي يعاني من هذه المجموعة. وهي دون شكٍّ قد كانت معه في حجة الوداع ، ولم تكن ترضى بخلافة عليٍّ عليهالسلام من
__________________
(١) وهو ما أشارت إليه تفاسير الفريقين.