اُسامة ، ولئن طعنتم في إمارتي اُسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبل ! وأيم الله إن كان للإمام لخليقاً ، وإنّ ابنه من بعده لخليق للإمارة » (١).
إنّ من الممكن أن يكون نتيجةً لما يعتمل في النفوس من حسد ، إذ لا يروق لهؤلاء أن يروا شابّاً كعليٍّ عليهالسلام يتمّتع باللياقة والأهلية وحبّ الرسول له ، وأنه سيصبح أميرهم بعد الرسول ، وسيحسدونه على ما أوتي.
لم تكن إطاعة بعض المسلمين للنبي صلىاللهعليهوآله دون قيدٍ أو شرط ، فهم يسلّمون لأوامره إذا لم يكن في ذلك ضرر عليهم ، وحينما يأمر بما لا تهوىٰ أنفسهم أو لا تدرك عقولهم القاصرة ، يبتدرون إلىٰ سراً أو علانية ، ومثال ذلك : مخالفة بعض المسلمين في أداء بعض أعمال حجة الوداع ؛ فقد أمر النبي صلىاللهعليهوآله مناديه أن ينادي : « من لم يسق منكم هدياً فليحل ، وليجعلها عمرة ، ومن ساق منكم هدياً فليقم علىٰ إحرامه » ، فأطاع البعض ، وخالف آخرون (٢) ، وكان فيمن أقام على
__________________
(١) السيرة النبوية لابن هشام ٤ : ٢٩٩ ، الطبقات الكبرىٰ ١ : ١٩٠ و ٢٤٩ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١١٣ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٥.
(٢) الطبقات الكبرىٰ ١ : ١٨٧ ، الإرشاد ١ : ١٧٤.