الرواة ، وكان العديد من كتب السابقين في حوزته ، واستطاع أن يستفيد منها كثيراً. وبما أنّ بعض هذه الكتب لفَّها الضياع على مرّ الأيام ، وليس بالإمكان العثور عليها اليوم فلا طريق إليها سوىٰ كتاب تأريخ الطبري. من هنا يحتلّ الكتاب أهميةً بالغة ، فعلىٰ سبيل المثال ( مقتل الحسين ) لأبي مخنف ، والذي يعدّ نادراً في مجاله هو أحد النماذج البارزة لهذا الأمر ، حيث نقل في تأريخ الطبري بصورة روايات متناثرة (١).
إنّ تأريخ الطبري يتضمّن موضوعاتٍ وأبحاثاً ترتبط ببدء الخلقة ، والحديث عن آدم ، وحتى النبي الخاتم محمد صلىاللهعليهوآله ، ثم يتعرض لوقائع وأحداث كلّ سنةٍ مند السنة الاُولىٰ للهجرة وإلىٰ سنة ( ٣٠٢ ه ) بصورة تجزيئية.
إنّ منهج الطبري في نقل الوقائع التأريخية ـ وكما يذكر في مقدمته (٢) ـ هو النقل من عدّة رواةٍ حول موضوعٍ خاصٍّ مع ذكر السند ...
وقد استطاع ـ كما هو واضح ـ أن يرجّح مجموعةً خاصةً من الروايات من بين الكمّ الكبير من الروايات ليأتي بها في كتابه وفقاً
__________________
(١) جمعت هذه الروايات في كتاب تحت عنوان « وقعة الطفّ » من قبل المحقق الفاضل الشيخ اليوسفي الغروي.
(٢) تأريخ الطبري ١ : ٧ ـ ٨.