قائمة الکتاب
الثاني : محاولات بني اُمية وأشياعهم
٦٩
إعدادات
حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف
حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف
تحمیل
فحرّضهم على القيام فلم ينهضوا له (١).
إلاَّ أنّ هذه الحادثة لا تتعدىٰ كونها مسرحية ، فأبو سفيان المطاع من قبل بني اُمية وصاحب المكانة المرموقة بينهم ، لا يمكن أن يطرح كلامه جانباً دون أن يجد اُذناً صاغيةً من قبلهم ؛ ويؤيد ذلك ما دار بينه وبين عليٍّ من كلام ، فهو يتحدث بكل قوةٍ معلناً استعداده لملء المدينة خيلاً ورجلاً (٢).
والنتيجة هي : أنّ بني اُمية كانوا على علمٍ بأنّ الأرضية غير مهيئةٍ بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله مباشرةً للوصول إلى السلطة ، ولم يكونوا يقصدون من الجعجعة والضوضاء سوىٰ إعداد الجوّ المناسب كخطوةٍ اُولىٰ لتسلّم زمام المبادرة ، فكانوا في الحقيقة يودّون خلافة أبي بكر ـ وذلك ما تمثل من محطةٍ لانتقال السلطة من بني هاشم إلى بني اُمية ـ من هنا مدُّوا لها يدَ العون.
إنّ هذا التعاون وإن كان إثباته لا يخلو من تعقيداتٍ نظراً للتحريف التاريخي الكبير ، إلاَّ أنّ بعض القرائن تؤكد ذلك ، فمثلاً إصرار عمر يوم رحيل النبي صلىاللهعليهوآله على أنَّ الرسول لم يمت ، واستمرّ به الحال إلى أن وصل أبو بكر ، وحينما سمعه وهو يقرأ آيةً من القرآن
__________________
(١) الإرشاد ١ : ١٩٠.
(٢) السقيفة وفدك : ٣٧ ، تاريخ الطبري ٣ : ٢٠٩.