( الأسلوب الثالث ) حث القلب على استشعار عظم نصه وشرافة بيانه وقداسة لفظه والالتفات الى ان المتلو انما هو كلام واجب الوجود وانه لطف تفضل به على خلقه بانزال كلامه جل شأنه عن عرش جلاله الى درجة أفهام خلقه.
( الأسلوب الرابع ) الانصهار فى مقام العبودية وارهاف الاحساس الباطنى للوقوف امام النص البيانى الربانى موقف رهبة ووجل وخضوع وخنوع.
( الأسلوب الخامس ) تخلية المدارك الباطنية ووسائل الادراك الظاهرى عن التشاغل بغير الاهتمام فى تبجيل ومعايشة النص القرآنى معايشة روحية وفكرية وخلقية.
( الأسلوب السادس ) توجيه وتركيز كل القوى الدائرة فى فلك العقل للالتفات الى اشاراته ورموزه ولطائفه قال عز شأنه : « أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ».
( الأسلوب السابع ) استنطاق النص واستيضاح مبهمه ومتشابهه وعامه ومطلقه ومنسوخه ومجمله عن طريق الرجوع الى حملته وأعلام وعايته من اهل العصمة صلوات الله وسلامه عليهم ومن سار على هديهم واستنار بمشكاة علومهم.
( الأسلوب الثامن ) الازراء بالنفس وتحقيرها بالاقلال والحط من شأنها واستصغار ما بلغته من مراتب الكمال للطمع فى نيل المزيد منها والبلوغ الى أوج مدارج مراتبها وتكميل كمالاتها النسبية بحسب طاقاتها البشرية للحيلولة دون سيطرة العجب والكبر والغرور على القلب والنفس والتأدية به الى الهلكة والخسران المبين فى الدنيا والآخرة.
فاذا تلا آيات الوعد والمدح للصالحين فلا يشهد نفسه عند ذلك بل يشهد الموقنين والصديقين فيها ويتشوق ان يلحقه الله بهم واذا تلا آيات المقت وذم العصاة والمصرين شهد نفسه هناك وقدر انه المخاطب خوفا واشفاقا.