وعبارة امين الاسلام الطبرسى فى مجمع البيان حيث يقول : معناه ارفعوا اصواتكم قليلا ولا تجهروا بها جهارا بليغا حتى لا يكون عدلا بين ذلك كما قال : ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ... ( بالغدو والآصال ) اى بالغدوات والعشيات (١).
أقول : وحده ومنتهاه الذى يمكن الركون اليه ما صرح به خبر معاوية بن عمار قال : قلت لأبى عبد الله ( الامام الصادق ) عليهالسلام : الرجل لا يرى انه صنع شيئا فى الدعاء وفى القراءة حتى يرفع صوته فقال : لا بأس ان على بن الحسين عليهماالسلام كان احسن الناس صوتا بالقرآن وكان يرفع صوته حتى يسمعه اهل الدار وان أبا جعفر عليهالسلام كان احسن الناس صوتا بالقرآن وكان اذا قام من الليل وقرأ رفع به صوته فيمرّ به مار الطريق من السقائين وغيرهم فيقومون فيستمعون الى قراءته (٢).
فلو رفع القارئ صوته بالتلاوة الى حد الصراخ والعويل لعدّ مخالفا للمأمور به والمندوب اليه ولما فيه من تفويت الحسن المرغّب اليه فى امثال قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
( زيّنو القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا ) (٣).
( ان حسن الصوت زينة القرآن ) (٤).
( ان لكل شىء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن ) (٥).
( ثلاثة اصوات يحبها الله عز وجل : صوت الديك وصوت الذى يقرأ القرآن وصوت المستغفرين بالاسحار ) (٦).
__________________
(١) مجمع البيان ج ٩ ص ٥١٥
(٢) مستطرفات السرائر ص ٩٧ ـ ٩٨ ح ١٧ ط قم
(٣) مستدرك الوسائل ج ٤ ص ٢٧٣ ـ ط مؤسسة آل البيت (ع)
(٤) مستدرك الوسائل ج ٤ ص ٢٧٣ ـ ط مؤسسة آل البيت (ع)
(٥) مستدرك الوسائل ج ٤ ص ٢٧٣ ـ ط مؤسسة آل البيت (ع)
(٦) مكارم الاخلاق ص ٣١٣ ط بيروت