اسرارا تجعل للرسم العثمانى دلالة على معان خفيّة دقيقة كزيادة ( الياء ) فى كتابة كلمة ( أيد ) من قوله تعالى : « وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ » اذ كتبت هكذا ( بأييد ) وذلك للايماء الى تعظيم قوة الله التى بنى بها السماء وانها لا تشبهها قوة على حد القاعدة المشهورة وهى زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى انتهى (١).
أقول : والكلام فيه بنحو ما تقدم ذكره اذ لا معنى يعقل لهذه الزيادة ولا شاهد لها من اللغة وما تكلفوه فاقد لكل الاعتبارات الدلالية والقيمة العلمية مضافا الى انه خلاف ما ثبت من امتناع اجتماع ساكنين كما افاده الخليل فى مقدمة كتابه العين وكفى به حجة ثم ان هذه الياء اذا كانت لا تلفظ فأى معنى لهذا الزعم وهذه الفرية بحيث يمكن تصوره وخطوره فى ذهن القارئ.
وأضاف الخليل بن احمد الفراهيدى فى كتاب العين بقوله : وتزيد العرب فى ( الآن ) و ( حين ) تاءا فنقول : تالان وتحين مثل ( لات حين مناص ) وانما هى :
( لا حين مناص ) ... وكذلك زادوا فى قوله : ( أولى الايدى والابصار ) « ص ـ ٤٥ » فالأيد القوة وبلا رياء والبصر العقل وكذلك كتبوا فى موضع آخر ( داود ذا الأيد ) « ص ـ ١٧ » انتهى (٢).
٣ ـ ( زيادة الواو ) وتزاد الواو فى نحو ( أولو ) و ( أولئك ) و ( أولاء ) ( اولات ).
__________________
(١) راجع مناهل العرفان للزرقانى ج ١ ص ٣٧٠ ـ حجة القراءات لابن زنجلة ص ٦٧٩ ـ ٦٨١ مشكل اعراب القرآن للقيسى ج ٢ ص ٣٢٢ ـ ٣٢٦ ـ تفسير جوامع الجامع للطبرسى ج ٢ ص ٦٠٧ ط بيروت املاء ما من به الرحمن للعكبرى ج ٢ ص ٢٤٣ ٢٤٥ ـ النشر فى القراءات العشر ج ٢ ص ٣٧٧. معانى القرآن للفراء ج ٣ ص ٨٩ ط بيروت ـ قاموس القرآن للدامغانى ص ٥٠٢.
(٢) كتاب العين ج ٨ ص ٣٦٩ ـ ٣٧٠ ط قم دار الهجرة.