تلخص مما سبق إن الزوج الموفق هو الذي إذا وسّع الله عليه لم يضيق على عياله وأولاده ، فالله إذا وسّع على عبده ، فعلى العبد أن يوسّع على عياله لأنّ الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم إليهم.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله عيال الرجل اسراؤه وأحبّ العباد إلى الله عزوجل أحسنهم صنعاً إلى اسرائه. ١
فالأفضل أن يأخذ بآداب الله كما روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وأن يقدمهم على الاخرين ويكفيهم في جميع ما يحتاجونه ، كما فضّل الإمام الباقر عليهالسلام أن ينفق الرجل ما كان بيده عليهم.
فعن محمد بن مسلم قال : قال رجل لأبي جعفر عليهالسلام : إنّ لي ضيعة بالجبل أشتغلها في كل سنة ثلاثة آلاف درهم ، فانفق على عيالي منها ألفي درهم ، وأتصدق منها بألف درهم في كل سنة.
فقال أبو جعفر عليهالسلام : إن كانت الألفان تكفيهم في جميع ما يحتاجون إليه لسنتهم فقد نظرت لنفسك ، ووفقت لرشدك وأجريت نفسك في حياتك بمنزلة ما يوصى به الحي عند موته. ٢
فالظاهر إنّ الباقر أراد أن يرشده ان هذا العمل يثاب عليه فيما إذا كفاهم ماصرفت عليهم وإلاّ فعليك أن تصرف الباقى عليهم لأنّهم أولى من غيرهم.
__________________
١. من لا يحضره الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٨٣.
٢. الكافي ، ج ١ ، ص ١٦٤.