ترغيب الناس على بناء هذا الأمر المقدّس وجعل الأجر العظيم لمن حاول وسعى في هذا الأمر.
فكان صلىاللهعليهوآله يتزوّج ويرغّب الشّباب على ذلك ، ولكن لمّا كانت طباع البشر ونفوسها مختلفة وبعضها غير ملائمه مع بعضها الأخر ؛ أمرنا بالتدقيق حول هذا الأمر المقدّس كي لا نقع في المهالك.
ونعني بذلك تحقيق الزّوج حول الزّوجة التى تناسبه ، من الكفوية وغير ذلك ، وهكذا تحقيق الزّوجة حول الرجل الذي خطبها ووجدان بعض المؤهلات التي يفرضه الشرع المقدس عليه ، لئلا يضيّع رحمها كما في بعض الروايات والأحاديث المصرّحة بذلك.
وليعلما كلّ من الشّاب والفتاة ، إذا أرادا أن يعيشا طول حياتهما عيشة راضية وحياة سعيدة ويطيب نسلهما فلا يتزوّجا إلا مع الكفو. فلهذا يجب على الزّوج أن ينظر أن يضع نفسه ، ومن يشركه في ماله و يطلعه في دينه وسرّه ، كما بيّن الصادق عليهالسلام ذلك لإبراهيم الكرخي الذي همّ أن يتزوّج بالثانية بعد موت زوجته الأولي ، قائلاً له : أنظر أين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرّك.
وعليه أيضاً أن يعرف تماماً أنّ المرأة قلادة فلينظر إلى ما يتقلّده و هذا أيضاً صرّح به الإمام الصادق قائلاً : إنّما المرأة قلادة فانظر إلى ما تقلّده. ١
ولأجل ذلك رأينا من المناسب أن نقدّم إلى الشّاب وإلى من يروم
__________________
١. الكافي ، ج ٥ ، ص ٣٣٢