قلت : ممن؟
قال : ممن فلق الهام ، واطعم الطعام ، وصلى والناس نيام».
قال : فعلمت أنه علوي فاحببته على العلوية ، ثم افتقدته من بين يدي فلم ادر كيف مضى. فسألت القوم الذين كانوا حوله ، تعرفون هذا العلوي؟
قالوا : نعم ، يحج معنا في كل سنة ماشياً ، فقلت : سبحان اللّه ، واللّه ما أرى به أثر مشي.
قال : فانصرت الى المزدلفة كئيباً حزيناً على فراقه ، ونمت من ليلتي تلك فاذا أنا برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا ابا احمد رأيت طلبتك.
فقلت : ومن ذاك يا سيدي؟
فقال : الذي رأيته في عشيتك وهو صاحب زمانك.
قال (اي الأنصاري) : فلما سمعنا ذلك منه (اي من المحمودي) عاتبناه أن لا يكون اعلمنا ذلك ، فذكر أنه كان ينسى أمره الى وقت ما حدثنا به (١).
١٠ ـ حديث رشيق صاحب المادري ، قال : بعث الينا المعتضد وأمرنا ان نركب ونحن ثلاثة نفر ، ونخرج مخفين السروج ، ونجنب اخرى ، وقال : الحقوا بسامراء واكبسوا دار الحسن بن علي فانه توفي ، ومن رأيتم في داره فأتوني برأسه.
فكبسنا الدار كما أمرَنا ، فوجدناها داراً سرية ، كأن الايدي رفعت عنها في ذلك الوقت.
فرفعنا الستر واذا سرداب في الدار الاخرى ، فدخلناها وكأن بحراً فيها وفي اقصاه حصير ، وقد علمنا انه على الماء ، وفوقه رجل من أحسن الناس
__________________
(١) الغيبة : ص ١٥٦ وكمال الدين : ص ٤٧٠ ب ٤٣ ح ٢٤ باختلاف يسير.