قال في منتخب الأثر :
«ومن تصفح الكتب المدوّنة فيها هذه الحكايات التي لا ريب في صحّة كثير منها ، لقوّه اسناد ، وكون ناقليه من الخواص والرجال المعروفين بالصداقة والأمانة والعلم والتقوى ، يحصل له العلم القطعيّ الضروريّ بوجوده عليهالسلام» (١).
وبهذا ، ينتهي المبحث الأوّل والنقاط الثلاثة التي أثبتت الوجود الواقعي والفعلي للإمام المهدي ارواحنا فداه.
ووجوده المبارك باقٍ باذن اللّه تعالى وارادته المتعالية الى زمان الدولة الحقّة التي ثبتت بالآيات المباركة والروايات المتواترة ..
وأحاديث بقاء الحجّة في الأرض وعدم خلوّ الأرض من الخليفة ولولاه لساخت بأهلها ، تثبت ذلك. فلاحظ احاديثه ، مثل :
١ ـ حديث ابي بصير عن الامام الصادق عليهالسلام قال :
«إن اللّه أجلّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير امام عادل».
٢ ـ حديث ابي حمزة قال : قلت لابي عبداللّه عليهالسلام : أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال : «لو بقيت الأرض بغير امام لساخت».
٣ ـ حديث ابي هراسة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«لو أن الامام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها ، كما يموج البحر بأهله» (٢).
كل ذلك ، مضافاً الى الأحاديث المتواترة بين الفريقين ، المروية عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الناصّة على أن الأئمة بعدي اثنا عشر ، أولهم أمير المؤمنين علي
__________________
(١) منتخب الأثر : ص ٤٢٠.
(٢) اصول الكافي : ج ١ ص ١٧٨ ح ٦ ، ١٠ ، ١٢.