للاستيحاش والاستنكار ، بل ربما كان يوجب للبعض الشك والتزلزل.
لذلك كان من الحكمة أن يألف الشيعة غيبة إمامهم عليهالسلام قليلاً قليلاً ، فيعتادون ذلك خلال السنين السبعين تدريجاً في زمن النوّاب الأربعة الكرام.
مضافاً إلى أن نفس هذه الفترة الخاصّة كانت لازمة التحقق ، لحصول التشرفات الجماعية بخدمة الامام المهدي عليهالسلام لتثبت ولادته وحياته ، ومشاهدة معجزاته وكراماته عيناً وحضوراً كما حصلت؛ ولو كانت الغيبة كبرى عامة من أول الأمر لم تحصل تلك التشرفات بالشكل اللازم (١).
سؤال ٦ : هلاّ دامت الغيبة الصغرى وامتدّت النيابة الخاصّة؟
الجواب : بالاضافة الى ان الغيبة الصغرى كانت فترة تمهيدية لا يناسبها الدوام.
كانت النيابة الخاصة بادرة مستورة مخفيّة ، لا يعرفها الا الخواص ، ولو دامت لعُرفت وانكشفت ، وصارت النيابة مورداً للخطر القطعي ، وهو نقضٌ للغرض.
سؤال ٧ : ما الدليل على غيبة الامام ، وكيف ينتفع بالامام الغائب عليهالسلام؟
الجواب : ان الأدلة الشرعية المتواترة والواردة من طريق الفريقين صرّحت بغيبته ، وقد تقدم بيانها.
كما ان البراهين العقلية على لزوم وجود الامام المعصوم ، دلّت على وجوده ، اما ظاهراً معلوماً او غائباً مستوراً ، ولما لم يكن ظاهراً فهو غائب.
وأمّا فائدة وجود الامام عليهالسلام ، فلا تنحصر بظهوره وقيامه ، أو بسط يده الحكوميّة وتصرفاته الظاهريّة فقط ، بل إن أصل وجوده الشريف موضوع
__________________
(١) لا حظ للتفضيل تاريخ الغيبتين : كتاب الامام المهدي عليهالسلام من المهد الى الظهور : ص ١٦٩.