فلما حملت أمّ ابراهيم عليهالسلام بابراهيم ، بعث نمرود القوابل إليها ، فلم يعرفن شيئاً من الحمل. فلما وُلد إبراهيم عليهالسلام ، ذهبت به اُمّه الى غارٍ ، ووضعته فيه ، وجعلت على باب الغار صخرة ، وانصرفت عنه.
وجعل اللّه تعالى رزق ابراهيم عليهالسلام في إبهامه ، فجعل يمصّها ويشرب اللبن منها ، ويشُبّ في كل يوم ما يشب غيره في اسبوع حتى قام بأمر اللّه تعالى.
ثم غاب غيبة اُخرى بعد أن نجّاه اللّه تعالى من النار ، وخرج عن قومه في هذه الغيبة.
وهي التي قصّها اللّه تعالى فيما حكاه عن ابراهيم عليهالسلام بقوله جلّ جلاله : (وأعتَزِلكُم وما تدعُونَ من دُونِ اللّهِ وأدعُو ربّي عسى ألّا أكونَ بدُعاءِ رَبّي شقيّاً) (١).
٤ ـ وغاب النبي يوسف عليهالسلام عشرين سنة عن خاصّته وعامّته واختفى عن أخوته.
وكان هو بمصر وأبوه يعقوب بفلسطين ، حتى جمع اللّه تعالى ليعقوب شمله.
٥ ـ وغاب النبي موسى عليهالسلام من وطنه مصر هارباً من فرعون ورهطه ، وكان في ذلك الوقت حدث السنّ.
فخرج من عند فرعون وعدل عن موكبه ، وأقبل الى بني إسرائيل.
ثم غاب عنهم الى مَديَن ، وأقام عند النبي شعيب عليهالسلام ما أقام ، لم يعرفه أحد.
وكانت غيبته هذه نيّفاً وخمسين سنة ، حتى بعثه اللّه تعالى نبيّاً.
__________________
(١) سورة مريم : الآية ٤٨.