٦ ـ وغاب أوصياؤه مثل يوشع بن نون بعد موت النبي موسى عليهالسلام ، حتى مضى ثلاث من طواغيت زمانه ، فقويَ بعدهم أمر يوشع.
لكن خرج عليه رجلان من منافقي قوم موسى عليهالسلام مع صفوراء زوجة موسى في مائة الف رجل ، وقاتلوا يوشع وغلب يوشع عليهم ، وقتل جمعاً منهم ، وهزم الباقين وأسر صفوراء. ثم قال لها : قد عفوت عنك الى أن ألقى نبيّ اللّه موسى عليهالسلام ، فأشكو ما لقيت منك ومن قومك.
٧ ـ وغاب النبي يونس بن متّى عليهالسلام عن قومه ـ الذين كانوا في قرية نينوى بالموصل ـ ، ولم يعلم أحدٌ مستقّره.
وستره اللّه تعالى في جوف الحوت الى أن انقضت تلك المدّة وردّه اللّه تعالى الى قومه.
٨ ـ وغاب المسيح عليهالسلام غيبات يسيح فيها في الأرض ، ولا يعرف قومُه وشيعتُه خبره ، ثم ظهر فأوصى الى شمعون بن حمّون عليهالسلام.
فلما مضى شمعون ، غابت الحجج بعده ، واشتدّ الطلب ، وعظمت البلوى ، ودرس الدين ، وضيّعت الحقوق ، وأميتت الفروض والسنن ، وذهب الناس يميناً وشمالاً لا يعرفون أيّاً من أيّ. فكانت الغيبة مائتين وخمسين سنة.
٩ ـ ثم غيبة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم المعروفة التي كانت في غار ثور ، عند هجرته من مكّة وفي رسول اللّه اُسوةٌ حسنة.
فالغيبة إذن سُنّة جارية وحقيقة إمتحانية ، جرت في الأولياء السابقين. فتجري في خاتم الوصيين الامام المهدي عليهالسلام.
وتنتج للصابرين أعظم المراتب كما تلاحظه في حديث اللوح الشريف (١).
__________________
(١) كمال الدين : ص ٣١١.