وقد تقدّم ذكر الكتب الناقلة لجملة منها فراجع.
والعيان يغني عن البرهان ، ووجوده يُحس بالوجدان.
فيتحصّل ان طول عمر الامام المهدي المنتظر سلام اللّه عليه وعلى آباءه ، ثابت بالحديث المتواتر العلمي ، ومنصورٌ بالقرآن الالهي ، ومدلولٌ للبرهان العقلي ، ومؤيد بالشاهد الوجداني.
هذا كلّه ، مع ما تقدم الإلفات اليه من أن الرمز المكنون في طول عمره المصون صلوات اللّه عليه هو طريق الاعجاز.
أعني ان الاعجاز الالهي والقدرة الربانيّة أوجبت طول عمره الشريف وبقاءه شاباً ، كما يستفاد من خلال بعض الأحاديث المتقدّمة ، مثل حديثي ابي سعيد ومحمد بن مسلم (١).
فان الاحتفاظ بشبابه صلوات اللّه عليه في طول عمره ، معجزة من اللّه تعالى وارادة منه ، واللّه على كل شيء قدير.
ومع بقاءه شاباً يبقي عمره طويلاً طبيعياً اعجازاً وكرامة من اللّه تعالى ، وحكمة في سلامته وبقاءه الى ان يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، وبهذا يتضح الحق ، ولا يبقى اشكال في الحقيقة.
وأنت ترى جلياً ان الاعجاز والارادة الالهية تدفع هذه الشبهة الواهية ، مضافاً الى أن عدم مألوفية طول العمر في زماننا هذا لا يعني استحالته او عدم امكانه ، كما يدعيه الجاحد.
وليس في النواميس الطبيعية البشرية او الاصول العلمية ما يمنع طول العُمر ، بل دلّ كلاهما على وقوعه ، والوقوع أدلّ دليل على الإمكان.
__________________
(١) كمال الدين : ص ٣١٦ ح ٢ ، وص ٣٢٧ ح ٧.