وجعلني من السوء كله فداك ، وقدّمني قبلك (١).
انّ قِبلَنا مشايخ وعجايز ، يصومون رجباً منذ ثلاثين سنة واكثر ، ويَصِلونَ بشعبان وشهر رمضان.
وروى لهم بعض أصحابنا : ان صومه معصية.
فاجاب عليهالسلام :
«قال الفقيه : يصوم منه أياماً الى خمسة عشر يوماً ، إلا ان يصومه عن الثلاثة الأيام الفائتة (٢) ، للحديث : ان نعم شهر القضاء رجب».
وسأل عن رجل يكون في محمله والثلج كثير بقامة رجل ، فيتخوف ان نزل الغوص فيه ، وربما يسقط الثلج وهو على تلك الحال ولا يستوي له ان يلبّد
__________________
(١) سبق أن هذا دعاء بطول العمر ، يشار اليه بأن يجعل الله تعالى موتي قبل موتك.
(٢) العبارة هكذا في : الاحتجاج وفي : البحار كليهما. لكن في : كلمة الامام المهدي عليهالسلام :
«إلا أن يصوم عن الثلاثة ، الأيامَ الفائتة».
فالعل المعنى أنه يصوم الشيخ والعجوز عن الأشهر الثلاثة ، الأيام الفائتة منه فيصومها قضاءً ، بقرينة قوله عليهالسلام بعد ذلك :
«إن نعم شهر القضاء رجب».
وأضاف أنه لعل هذا النهي من سيدنا ومولانا صاحب الزمان عليهالسلام مع تأكد استحباب صيام الأشهر الثلاثة هو لأجل أن أبا الخطاب روى وجوب صوم رجب وشعبان. فنهى الأئمة عليهمالسلام عن ذلك ، نهى وجوب أو نهى انتشار عمل لكي يعرف الاستحباب. (كلمة الامام المهدي عليهالسلام).
وقال في الجواهر : لايمكن احصاء ما ورد في فضل صومهما ـ رجب وشعبان ـ من سنة سيد المرسلين وعترته الهادين ، كما لا يمكن إحصاء ما وعد الله على ذلك الا لرب العالمين.
بل من شدة ما ورد في شعبان منهما ابتدع أبو الخطاب وأصحابه وجوبه ، وجعلوا على إفطاره كفارة ، ولعله لذا ترك كثير من الأئمة عليهمالسلام صيامه مُظهرين للناس بذلك عدم وجوبه في مقابلة بدعة أبي الخطاب لعنه الله. (الجواهر : ج ١٧ ص ١١٣).