وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي (١) ، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنَّ النجوم أمان لأهل السماء (٢) ، فأغلقوا باب السؤال عمّا لا يعنيكم ، ولا تتكلّفوا علم ما قد كفيتم (٣) ، وأكثروا الدُّعاء بتعجيل الفرج فإنَّ ذلك فرجكم (٤) ، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب
__________________
التقية.
فغاب عليهالسلام ليبقى خارجاً عن أنظمة الطواغيت.
ولحكمٍ اُخرى بُيّن بعضها في احاديثنا المباركة ، وفصّلنا ذكرها في فصل الغيبة من كتابنا هذا الامام المنتظر عليهالسلام.
(١) وما ألطفه وأبلغه من بيان يكشف عن فائدة وجوده المقدس في أيام الغيبة. فشبّه الانتفاع به عليهالسلام بالانتفاع بالشمس الغائبة بالسحاب.
فان للشمس الدور المركزي القيادي لجميع الكواكب الكونية ، وكذلك دور الامام المهدي عليهالسلام.
وللشمس إنفاع الموجودات. فكل موجود يستوفي انتفاعه منه في كلتا الحالتين : الظهور بالاشراق والاستتار بالسحاب ، وكذلك الامام المهدي عليهالسلام في الظهور والغيبة.
وللشمس تنوير العالم من الظلمات.
وكذلك الامام المهدي عليهالسلام ، هو نور العوالم وبدونه تكون الظلمات.
الى غير ذلك من الوجوه التي بينّاها بالتفصيل في فصل الغيبة.
(٢) ففي حديث الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الارض. فاذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون ، واذا ذهبت أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون». (البحار : ج ٢٣ ص ١٩ ب ١ ح ١٤).
(٣) وفي حديث الامام الرضا عليهالسلام :
لو «خَلَت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها».
فان معرفة علة الغيبة ليست من الفرائض المأمور بها حتى يُعاقب على تركها. (البحار : ج ٢٣ ص ٢٩ ب ١ ح ٤٣).
(٤) والدعاء أفضل العبادة ، كما في حديث الامام الباقر عليهالسلام. (الكافي : ج ٢ ص ٤٦٦).
كما وأن فرجه بظهوره هو تفريج وخيرٌ لجميع العالم ، وللشيعة بالخصوص ، وتلاحظ أدعية الفرج المأثورة مجموعة في آخر فصل الغيبة من هذا الكتاب.