فحاطوا به في عَشرِ شهرِ مُحرّمٍ |
|
وبيضُ المواضي في الأكُفّ لها شَمرُ |
فقامَ الفتى لَمّا تشاجَرتِ القَنا |
|
وصال وقد أودى بمهجتِهِ الحَرُّ |
وجالَ بطرفٍ في الجمالِ كأنّه |
|
دُجى الليل في لألاء غُرَّتِهِ الفَجرُ |
له أربعٌ للريح فيهنَّ أربعُ (١) |
|
لقد زانَه كَّرٌّ وما شانَهُ الفَرُّ |
ففرَّقَ جمعَ القومِ حتّى كأنّهم |
|
طيورُ بغاث (٢) شتّ شَملَهُم الصَقرُ |
فَأَذكَرَهُم لَيلَ الهريرِ فأجمع الكلا |
|
بَ على الليثِ الهَزِبرِ وقد هَرّوا (٣) |
هناك فَدَتهُ الصالحونَ بأنفسٍ |
|
يضاعَفُ في يوم الحِسابِ لها الأجرُ |
وحادُوا عن الكُفّارِ طوعاً لِنَصرهِ |
|
وجادَ لَهُ بالنفسِ مِن سعدهِ حُرُّ (٤) |
ومدّوا إليه ذُبّلاً سمهريّة (٥) |
|
لطول حياة السِّبطِ في مدِّها جَزرُ |
فغادَرَهُ في مارِقِ الحَربِ مارقٌ |
|
بسهمٍ لنحر السبطِ من وقعه نَحرُ |
فمال عن الطِرفِ الجوادِ أخو الندى |
|
الجوادُ قتيلاً حولَه يصهلُ المُهرُ (٦) |
سِنانُ سِنانٍ خارقٌ منه في الجشا |
|
وصارمُ شِمر في الوريدِ له شَمرُ (٧) |
تَجُرُّ عليه العاصفاتُ ذيولَها |
|
ومن نسج أيدي الصافنات له طِمرُ (٨) |
__________________
(١) يحتمل أن يكون المراد بالأربع : الصبا والدبور والشمال والجنوب.
(٢) «البغاث» طائر أبغث أصغر من الرخم ، بطيء الطيران ؛ جمع بغثان. هامش الغدير : ج ٧ ص ١٦.
(٣) ليلة الهرير من ليالي صفّين ، قتل فيها ما يقرب من سبعين ألف قتيل ، ولأمير المؤمنين عليهالسلام موقف شجاعة يذكر مع الأبد ، والهرير من هرير الكلب سمّيت به صوته دون نباحه ، لأجل البرد. هامش الغدير : ج ٧ ص ١٦ ، مختصراً.
(٤) الحرّ بن يزيد الرياحي التميمي ، كان شريف قومه جاهلية وإسلاماً ، فاز بالشهادة يوم كربلاء رحمهالله.
(٥) واحد «الذُبّل» ، الذابل : الرقيق ، و «السمهري» ، الرمح الصلب.
(٦) «الطِرف» من الخيل : كريم الطرفين ، و «المُهر» ولد الفرس.
(٧) «شَمَرَ» مرّ مسرعاً ، وأشمره بالسيف : أدرجه.
(٨) «العاصفات» الرياح الشديدة ، الصافنات من الخيل الصافن : القائم على ثلاث قوائم ، مطرقاً حافر