النُّدبة في اللغة هي الدعوة ، يقال : ندبتُه الى الأمر ندباً اي دعوته ، وَندَبه الى الأمر : دعاه وحثّه عليه ، والنُّدبة هي : الدعوة بحُزن مع تعديد المحاسن.
وندبة الامام المهدي عليهالسلام من أحسن انحاء الدعاء والتوجّه الى اللّه في الشدّة والرّخاء ، وفضل الدعاء والتوجّه أمرٌ معلوم (١).
في حين هي ابراز المحبة الى ساحة قدس الامام عليهالسلام ، وإظهار الاشتياق اليه ، ودعاء بتعجيل فرجه ، وسؤال الى اللّه في ظهور دولته ، وهو أمر مرغوب (٢).
وهي أيضاً سؤال الى اللّه تعالى في مثل فقرة : «وهَب لنا رأفته ورحمته ودعاءه» بان يدعو لنا الامام المهدي عليهالسلام ، وهو صاحب الدعاء المستجاب والوسيلة الى اللّه الوهاب.
والقدوة والأسوة في ندبته عليهالسلام ـ حيث يلزم أن نتأسّى به ـ هو مولانا الامام الصادق عليهالسلام ، حيث نَدَبَه قبل ولادته ، فيما تلاحظه في حديث سدير الصيرفي قال :
فرأيناه جالساً على التراب وعليه مسح خيبري ... ، وهو يبكي الواله الثكلى ذات الكبد الحرّى ... ، وهو يقول :
«سيدي ، غيبتك نفت رقادي ، وضيّقت عليّ مهادي ، وابتزّت منّي راحة
__________________
(١) لاحظ فضل الدعاء والحث عليه في الكتاب الكريم والأحاديث الشريفة : عدة الداعي : ص ١١.
(٢) خصوصاً الدعاء للامام المهدي عليهالسلام وتعجيل فرجه الذي اُمرنا بالإكثار منه : كمال الدين : ص ٤٨٥.