عرفت في البحث الثاني أن الظهور مقابلٌ للغيبة التي هي بمعنى الخفاء لا عدم الحضور.
وظهر الشيء ظهوراً أي برز بعد الخفاء (١).
وظهور الامام المهدي عليهالسلام هي تلك الأمنية الكبرى والأنشودة العظمى ، التي انتظرتها الأجيال ، وعقدت عليها الآمال.
وهي تلك البشرى السارّة التي تؤذن بنهاية دور الغيبة ، وبداية الدولة الحقة التي بشّرت بها الانبياء ، ووعدتها كتب السماء.
(ولَقد كتبنا في الزبورِ من بعدِ الذِّكر أنَّ الأرضَ يرثُها عبادِيَ الصالحُون) سورة الانبياء : الآية ١٠٦.
ولا يخفى في المقام وجود الفرق بين ظهور الامام المهدي عليهالسلام وبين قيامه.
فالظهور هو الخروج عن الاستتار ، والقيام هي النهضة والابتداء بالعمل ، ويكون الظهور أولاً ، ثم القيام بعد الخطبة والبيعة ثانياً.
ويكون مبدأ ظهوره عليهالسلام في المدينة ، ثم يتوجّه الى مكة ليظهر فيها كاملاً ، ويكون القيام من مكة بعدما يجتمع الأصحاب والأنصار (٢).
فلنفصل بحث هذا الفصل في مرحلتين :
١ ـ ظهوره سلام اللّه عليه.
٢ ـ قيامه أرواحنا فداه.
__________________
(١) مجمع البحرين : ص ٢٨٠.
(٢) الامام المهدي من المهد الى الظهور : ص ٤٦٣.