وعددنا ثلاثمائه ألف رجل نريد إخراب البيت وقتل أهله. فلمّا صرنا في البيداء ، عرَّسنا فيها. فصاح بنا صائح : يا بيداء أبيدي القوم الظالمين.
فانفرجت الأرض وابتلعت كلَّ الجيش. فواللّه ما بقي على وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي.
فاذا نحن بملك قد ضرب وجوهنا ، فصارت إلى ورائنا كما ترى ، فقال لأخي :
ويلك يا نذير! امض إلى الملعون السفيانيِّ بدمشق فأنذره بظهور المهديِّ من آل محمّد عليهالسلام ، وعرِّفه أنَّ اللّه قد أهلك جيشه بالبيداء.
وقال لي : يا بشير ، الحق بالمهدي بمكّة وبشّره بهلاك الظالمين ، وتب على يده فانّه يقبل توبتك.
فيمرُّ القائم عليهالسلام يده على وجهه فيردُّه سويّاً كما كان ، ويبايعه ويكون معه» (١).
٤ ـ خروج اليماني
من العلائم المحتومة خروج اليماني الذي يدعو الى الحق والى الطريق المستقيم ، كما صرّحت به الاحاديث ، مثل :
حديث الامام الباقر عليهالسلام : «وليس في الرايات أهدى من راية اليمانيِّ. هي راية هدى لأنّه يدعو إلى صاحبكم. فاذا خرج اليمانيّ ، حرم بيع السّلاح على [الناس و] كلِّ مسلم.
وإذا خرج اليمانيّ فانهض إليه ، فإنَّ رايته راية هدى ، ولا يحلُّ لمسلم أن يلتوي عليه. فمن فعل فهو من أهل النّار ، لأنّه يدعو إلى الحقِّ وإلى طريق
__________________
(١) البحار : ج ٥٣ ص ١٠ ب ٢٥ ح ١.