وليصيّرنّ اللّه كربلاء معقلاً ومقاماً تختلف فيه الملائكة والمؤمنون ، وليكوننّ لها شأن من الشأن ، وليكونن فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربّه بدعوة لأعطاه اللّه بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا الف مرّة» (١).
وفي الحديث العلوي الشريف :
«ثم يقبل الى الكوفة ، فيكون منزله بها. فلا يترك عبداً مسلماً الا اشتراه واعتقه ، ولا غارماً الا قضى دينه ، ولا مظلمة لاحد من الناس الا ردّها ، ولا يُقتل منهم عبد الا أدّى ثمنه دية مسلَّمة الى أهلها ، ولا يُقتل قتيل الا قضى عنه دينه ، وألحق عياله في العطاء حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً.
ويسكنه هو وأهل بيته الرحبة ، والرحبة انما كانت مسكن نوح وهي أرض طيبة ، ولا يسكن رجل من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا يقتل الا بأرض طيّبة زاكية ، فهم الاوصياء الطيّبون» (٢).
وأنه ليكثر فيها الخيرات والبركات حتى تمطر السماء فيها ذَهباً ، كما تلاحظه في الحديث الصادقي :
«وتمطر السماء بها جراداً من ذهب» (٣).
هذا ، مضافاً الى مرغوبية نفس الكوفة في حدّ ذاتها ، كما تلاحظها في
__________________
ميل يساوي ٤٤٠ / ١٠٠ متر. فتمتد البلدة أكثر من ١٠٠ كيلو متر ، لذلك تجاور قصورها كربلاء المقدّسة.
(١) بحار الانوار : ج ٥٣ ص ١١ ب ٢٥ ح ١.
(٢) تفسير العياشي : ج ١ ص ٦٦.
(٣) بحار الانوار : ج ٥٣ ص ٣٤ ب ٢٥ ح ١.