الكوفة بعد أن يستعمل عليها رجلاً من أصحابه ، كما في الحديث (١).
وفي حديث الامام الباقر عليهالسلام :
«... ويسير نحو الكوفة ، وينزل على سرير النبي سليمان عليهالسلام ، وبيمينه عصا موسى ، وجليسه الروح الأمين ، وعيسى بن مريم ، متّشحاً ببرد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، متقلّداً بذي الفقار ، ووجهه كدائرة القمر في ليالي كماله ، يخرج من بين ثناياه نورٌ كالبرق الساطع ، على رأسه تاجٌ من نور» (٢).
وللكوفة يومئذٍ شأنٌ عظيم ومجد كريم ، حيث تكون عاصمة حكومته ودار خلافته ومركز شيعته.
فيتجلى فيها السموّ والرفعة ، وتصير مهد الحياة الزاهرة في دولة العترة الطاهرة ببركة الامام المهدي ارواحنا فداه.
ففي حديث المفضل : قلت : يا سيدي ، فأين تكون دار المهديّ ومجتمع المؤمنين؟
قال :
«دار ملكه الكوفة ، ومجلس حكمه جامعها ، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة ، وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريّين.
قال المفضّل : يا مولاي كلُّ المؤمنين يكونون بالكوفة؟
قال : إي واللّه ، لا يبقى مؤمن إلاّ كان بها أو حواليها ، وليبلغنّ مجالة فرس منها ألفي درهم ....
وليصيّرنّ الكوفة أربعة وخمسين ميلاً (٣) ، ويجاوزن قصورها كربلاء.
__________________
(١) بحار الانوار : ج ٥٢ ص ٣٠٨ ب ٢٦ ح ٨٢.
(٢) روزگار رهائي : ج ١ ص ٤٩٥ ، نقلاً عن : الزام الناصب (ط طهران) : ص ٢٠٨.
(٣) «الميل» يساوي ١٨٦٠ متر ، كما في : الاوزان والمقادير : ص ١٣٢ ، وعليه فامتداد الكوفة آنذاك ٥٤