وهو الذي تطوي له الأرض ، ويذلُّ له كلُّ صعب ، [و] يجتمع إليه من أصحابه عدَّة أهل بدر : ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من اقاصي الأرض ، وذلك قول اللّه عزّ وجلّ : (أينما تكونوا يأتِ بكُم اللّهُ جميعاً إنَّ اللّهَ على كلِّ شيءٍ قدير) (١).
فإذا اجتمعت له هذه العدَّة من أهل الإخلاص ، أظهر اللّه أمره. فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه عزّ وجلّ. فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتّى يرضى اللّه عزّ وجلّ ...» (٢).
٣ ـ حديث الصقر بن أبي دلف ، قال : سمعتُ ابا جعفر محمد بن علي الرضا عليهالسلام يقول :
«إنَّ الإمام بعدي إبني عليّ ، أمره أمري ، وقوله قولي ، وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه ، وقوله قول أبيه ، وطاعته طاعة أبيه ، ثمَّ سكت.
فقلت له : يابن رسول اللّه ، فمن الإمام بعد الحسن؟
فبكى عليهالسلام بكاءً شديداً ، ثمَّ قال : إنَّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقِّ المنتظر.
فقلت له : يا بن رسول اللّه ، لم سمّي القائم؟
قال : لأنّه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته.
فقلت له : ولم سمّي المنتظر؟
قال : لأنَّ له غيبة يكثر أيّامها ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون ،
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ١٤٨.
(٢) كمال الدين : ص ٣٧٧ ب ٣٦ ح ٢.