٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان لا يقوم من مجلس وإن خف حتى يستغفر الله عز وجل خمسا وعشرين مرة.
______________________________________________________
ثم بين عليهالسلام أن الاستغفار إنما ينفع مطلقا أو كاملا إذا لم يكن مع الإصرار والتهاون بالذنب ، وعدم الندامة ، فإنه مع ذلك شبيه والعياذ بالله بمن يستهزئ بربه.
الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.
« وإن خف » أي كان زمان جلوسه صلىاللهعليهوآلهوسلم قليلا وقد مر بعض الكلام في معنى استغفارهم عليهمالسلام ، وقيل : دعاؤه واستعاذته واستغفاره صلىاللهعليهوآلهوسلم مع معافاته وعصمته إنما هو تعليم للخلق ، وإبلاغ في العبودية والخوف ، وقيل : قد كان يحصل له فترات وغفلات من الذكر الذي شأنه الدوام عليه ، فعد ذلك ذنبا واستغفر منه ، وقيل : كان استغفارا لأمته بسبب ما اطلع عليه من أحوالهم ، كما روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن الله تعالى حملني ذنوب شيعة علي فغفرها لي ، وقيل : سببه النظر في مصالح أمته وأمورهم ومحاربة العدو ومداراتهم وتأليف المؤلفة ونحو ذلك من معاشرة الأزواج والأكل والشرب والنوم وذلك مما يحجبه ويحجزه عن عظيم مقامه فرآه ذنبا بالنسبة إلى ذلك المقام العلي وهو حضوره في حضرة القدس ومشاهدته ومراقبته وفراغه مع الله مما سواه فيستغفر لذلك وإن كانت تلك الأمور من أعظم الطاعات.
وقيل : سببه تغشى السكينة قلبه لقوله تعالى : ( فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ ) (١) فالاستغفار لإظهار العبودية والافتقار والشكر لما أولاه ، وقيل : سببه حالات حسنة وافتقار ، فالاستغفار شكر لها قال المحاسبي : خوف المقربين خوف إجلال وإعظام ، وقيل : سببه شيء يعتري القلوب الصافية مما يحدث في النفس
__________________
(١) الفتح : ٢٦.