محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين بن عطية ، عن عبد العزيز الطويل ، عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله.
______________________________________________________
برب الأرض والسماء ، ولا ييأس من رحمة الله بتأخر الإجابة فإنه يمكن أن يكون لحب صوته أو لعدم مصلحته في وصول الحاجة إليه عاجلا ولا يستعجل في ذلك ، فإن العجلة من الشيطان وقد ذمها الله تعالى في مواضع من القرآن.
قال الراغب : العجلة طلب الشيء وتحريه قبل أوانه ، وهي من مقتضى الشهوة ولذلك صارت مذمومة في عامة القرآن حتى قيل : العجلة من الشيطان ، قال تعالى : « سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ » (١) « وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ » (٢) « وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى » (٣) « أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ » (٤) « وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ » (٥) و « قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ » (٦) وقال « خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ » (٧) « وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً » (٨) ومثله كثير.
ويؤيده ما رواه في المشكاة عن مسلم عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : قال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ، قيل : يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال : يقول قد دعوت وقد دعوت ولم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء ، ونقل الطيبي في شرحه عن بعضهم من كان له ملالة من الدعاء لا يقبل دعاؤه لأن
__________________
(١) الأنبياء : ٣٧.
(٢) طه : ١١٤.
(٣) طه : ٨٣.
(٤) النحل : ١.
(٥) الحجّ : ٤٧.
(٦) النمل : ٤٦.
(٧) الأنبياء : ٣٧.
(٨) الإسراء : ١١.