٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن ميمون ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام ومن سوء الأحلام وأن يلعب بي الشيطان في اليقظة والمنام.
______________________________________________________
الحديث الخامس : موثق كالصحيح.
وروى الصدوق في الفقيه بسند صحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال إذا خفت الجنابة فقل في فراشك « اللهم » إلى آخر الدعاء ، وفي القاموس الحلم بالضم وبضمتين الرؤيا والجمع أحلام حلم في نومه واحتلم وتحلم وانحلم والحلم بالضم والاحتلام ، الجماع في النوم ، والاسم الحلم كعنق انتهى ، والأصوب أن يقال الاحتلام الجنابة في المنام سواء كان بالجماع أو بغيره ، وكذا قالوا في الخبر المروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم غسل الجمعة واجب على كل محتلم أي بالغ مدرك كذا ذكره في النهاية ، وقال فيه الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ، الرؤيا والحلم عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء لكن علمت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن وغلب الحلم على ما يراه من الشر والقبيح ، ومنه قوله تعالى ( أَضْغاثُ أَحْلامٍ ) ويستعمل كل منهما موضع الآخر وتضم لام الحلم وتسكن انتهى ، والباء في « بي الشيطان » للتعدية أو المصاحبة ، ولعب الشيطان كناية عن التخييلات الباطلة التي تضر الإنسان ولا تنفعه والتسويلات التي توجب ارتكاب المعاصي كأنه يستهزئ بالإنسان ويلعب به ، ومنها الاحتلام.
قال في النهاية فيه صادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ، سمي اضطراب أمواج البحر لعبا لما لم يسر بهم إلى الوجه الذي أرادوه ، يقال لكل من عمل عملا لا يجدي عليه نفعا إنما أنت لاعب انتهى. وكان هذا الدعاء منه عليهالسلام لتعليم غيره أو لإظهار العجز والتواضع والافتقار إليه تعالى وإن عصمتهم من ألطافه سبحانه بهم ، فلا تنافي بين الدعاء ووجوب ذلك على الله لأخباره بعصمتهم وإن