أنت آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ » لم يزل في ضمان الله عز وجل حتى يرده الله إلى المكان الذي كان فيه.
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيوب ، عن أبي حمزة مثله.
______________________________________________________
هود عليهالسلام ( إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها ) (١) قال البيضاوي : أي إلا وهو مالك لها قادر عليها يصرفها على ما يريد بها ، والأخذ بالنواصي تمثيل لذلك « إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ » أي أنه على الحق والعدل لا يضيع عنده معتصم ولا يفوته ظالم انتهى.
وأقول : لما كان الآخذ بناصية حيوان قادرا على صرفه كيف شاء ، ويدل المأخوذ له غاية التذلل ، مثل به في الكتاب والسنة والعرف العام ، قال تعالى ( فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ ) (٢) وفي الدعاء خذ إلى الخير بناصيتي » أي اصرف قلبي إلى عمل الخيرات ، ووجهني إلى القيام بوظائف الطاعات ، كالذي يجذب بشعر مقدم رأسه إلى العمل ، ففي الكلام استعارة ، والناصية قصاص الشعر فوق الجبهة والجمع النواصي ، وفي الدعاء والنواصي كلها بيدك ، وهو أيضا من باب التمثيل ، أي كل شيء في قبضتك وملكك وتحت قدرتك ، وقوله عليهالسلام هنا « أنت أخذ » أما وصف للدابة للتوضيح والتعميم والإشارة إلى الترقب بحصول الوقاية ، بل إلى تحققها ، ويحتمل أن يكون استئنافا بيانيا ، كأنه قيل كيف أقي قال أنت أخذ بناصيتها ، وقيل وفي ذكر قيامه على الحق وهو الصراط المستقيم توقع لنصرته على طاعته وتوفيقه له ، وأقول : قوله « لم يزل » جزاء الشرط في إذا خرج.
__________________
(١) هود : ٥٦.
(٢) الرحمن : ٤١.