٢ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي قال أتيت باب علي بن الحسين عليهالسلام فوافقته حين خرج من الباب فقال بسم الله آمنت بالله وتَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ ـ ثم قال يا أبا حمزة إن العبد إذا خرج من منزله عرض له الشيطان فإذا قال بسم الله قال الملكان
______________________________________________________
الحديث الثاني : صحيح.
« فوافقته » في أكثر النسخ بتقديم الفاء على القاف أي صادفته وفاجأت لقاءه ، في القاموس : الوفيق كأمير الرفيق ووفقت أمرك تفق كرشدت صادفته موافقا ، وأوفق القوم لفلان ونوامنه واجتمعت كلمتهم ، وأوفق لزيد لقاؤنا بالضم كان لقاؤنا فجأة ووافقت فلانا صادفته.
وفي بعض النسخ بتقديم القاف على الفاء في القاموس الوقاف والموافقة إن تقف معه ويقف معك في حرب أو خصومة وواقفته على كذا سألته الوقوف ، والأول أكثر وأظهر « بسم الله » أي أمشي أو أخرج أو أطلب الحاجة ، مستعينا أو متبركا أو متوسلا بذاته أو باسمه إذ لأسمائه سبحانه تأثيرات وخواص لا تحصى كما يظهر من أخبار أئمة الهدى « آمنت بالله » قيل : إقرار بإيمان ثابت والإقرار به من كمال الإيمان أو جزؤه كما بينا في موضعه ، أو بإيمان حادث بأن الحافظ مطلقا خصوصا في السفر ، وبعد الخروج من المنزل هو الله تعالى « وتوكلت على الله » أي فوضت أموري كلها إليه ، خصوصا الخروج وما يرد بعده.
« عرض له الشيطان » المراد بالشيطان هنا وفيما سيأتي جنس الشياطين بقرينة ما سيأتي « قال الملكان » أي الموكلان به عن اليمين وعن الشمال « كيفيت » على بناء المجهول أي كفى الله ما أهمك واستغنيت به عن غيره « هديت » أي إلى دين الحق وإلى ما ينفعك في الدارين « وقيت » أي من شر الشياطين وغيرهم « فيقول بعضهم » أي بعض الشياطين « لبعضهم » كيف لنا بالتعرض لمن كان كذلك.