إذا فرغت من تشهدك فارفع يديك وقل ـ اللهم اغفر لي مغفرة عزما جزما لا تغادر ذنبا ولا أرتكب بعدها محرما أبدا وعافني معافاة لا بلوى بعدها أبدا واهدني هدى لا أضل بعده أبدا وانفعني يا رب بما علمتني واجعله لي ولا تجعله علي وارزقني كفافا ورضني به يا رباه وتب علي يا الله يا الله يا الله يا رحمان يا رحمان
______________________________________________________
الكل كالعجب وغيره من المفاسد انتهى ، ولا يخفى ما فيها من البعد والركاكة.
وقال البيضاوي : الثقلان الجن والإنس سميا بذلك لثقلهما على الأرض ، أو لرزانة رأيهم وقدرهم ، أو لأنهما مثقلان بالتكليف ، قوله « إذا فرغت من تشهدك » هذا إما مبني على استحباب التسليم ، أو على جزئية التسليم للتشهد حقيقة أو مجازا وكون الدعاء قبل التسليم بعيد « مغفرة عزما » أي حتما مغروما عليها ، والظاهر أنه صفة وقيل تميز وهو بعيد ، وفي القاموس عزم على الأمر يعزم عزما ويضم أراد فعله وقطع عليه أو جد في الأمر وعزم الأمر نفسه عزم عليه وعلى الرجل أقسم.
وأقول : لعل المغفرة المعزومة عليها هي التي لا تكون معلقة بشرط أو صفة أو وقت أو بنوع من الذنب « لا تغادر » على صيغة الخطاب أي أنت أو الغيبة فالضمير للمغفرة ، والمغادرة الترك « وعافني » أي من الأمراض والأعراض ، الجسمانية والروحانية ، والدنيوية والأخروية « بعدها أبدا » أي في الدنيا والآخرة إن كان تأكيد للمغفرة ، وإذا كان تأكيدا بعدم الارتكاب هو في الدنيا والأخير أظهر ، وأبدا في الثاني شامل للدنيا والآخرة « واهدني هدى » قيل طلب للثبوت على الهداية أو الوصول إلى الهداية الخاصة التي هي للأولياء أو الإيصال إلى المطلوب فإنه الذي لا يتصور الضلالة بعده أبدا « وانفعني يا رب بما علمتني » من الأمور الدينية بالعمل به وتعليم غيري وإرشاده.
« واجعله لي ولا تجعله علي » أي اجعل ما علمتني نافعا لي بأن توفقني للعمل به ، ولا تجعله بحيث يضرني بترك العمل به ، فإن العالم بلا عمل محجوج بعلمه والجاهل أقرب إلى المغفرة من العالم ، وقد ورد أنه يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل