.................................................................................................
______________________________________________________
وقال في مجمع البيان : أي لم يكن أحد كفوا له أي عديلا ونظير أيماثله ، وفي هذا رد على من أثبت له مثلا في القدم وغيره من الصفات ، وقيل : إنه سبحانه بين التوحيد بقوله : اللهُ أَحَدٌ ، وبين العدل بقوله : اللهُ الصَّمَدُ ، وبين ما يستحيل عليه من الوالد والولد بقوله : لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وبين ما لا يجوز عليه من الصفات بقوله : وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، وفيه دلالة على أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا هو في مكان ولا جهة.
وقال الشيخ البهائي (ره) : أول هذه السورة دل على الأحدية وآخرها دل على الواحدية « بِرَبِّ الْفَلَقِ » قيل الفلق ما يفلق عنه أي يفرق عنه كالفرق فعل بمعنى مفعول وهو يعم جميع الممكنات فإنه تعالى فلق ظلمة العدم بنور الإيجاد عنها سيما ما يخرج من أصل كالعيون والأمصار والبنات والأولاد ويخص عرفا بالصبح ولذلك فسر به وتخصيصه لما فيه من تغير الحال وتبدل وحشة الليل بسرور النور ومحاكاة يوم القيامة والإشعار بأن من قدر أن يزيل به ظلمة الليل عن هذا العالم قدر أن يزيل عن العاند ما يخافه ، ولفظ الرب هيهنا أوقع من سائر أسمائه لأن الإعاذة من المضار تربية « مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ » قيل خص عالم الخلق بالاستعاذة عنه لانحصار الشر فيه فإن عالم الأمر خير كله وشره اختياري لازم ومتعد كالكفر والظلم وطبيعي كإحراق النار وإهلاك السموم « وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ » أي ليل عظيم ظلامه من قوله إلى غسق الليل « إِذا وَقَبَ » أي دخل ظلامه في كل شيء وتخصيصه لأن المضار فيه تكثر ويعسر الدفع ولذلك قيل الليل أخفى للويل ، وقيل : المراد به القمر فإنه يكسف ويغسق ووقوبه دخوله في الكسوف « والنَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ » أي النفوس أو النساء السواحر اللواتي يعقدن في الخيوط عقد أو ينفثن عليها والنفث بالفتح النفخ مع ريق.
وقال الشيخ البهائي (ره) : اعلم إنا معاشر الإمامية على أن السحر لم يؤثر